ما وراء الخطة البريطانية للحل في اليمن
يمنات
حسين البخيتي
محمد عبد السلام: وقف إطلاق النار الشامل برا وبحرا وجوا وفك الحصار والحظر الجوي موقف يطالب به كل اليمنيين والمشاورات في ظل استمرار العدوان مضيعة للوقت.
المفروض ان يكون الوقف الشامل لإطلاق النار وفك الحصار والحظر الجوي شرط وليس طلب، وكان يفترض ان يكون قبل جنيف ١ و٢ والكويت وكل حوارات مسقط التي كانت تحت الطاولة.
مع ذلك يجب ان أشير إلى خطورة الخطة البريطانية لاستصدار قرار من مجلس الامن ينص على ما طالب به محمد عبد السلام و صالح الصماد. و تكمن تلك الخطورة المدمرة لليمن حاضرا ومستقبلا للأسباب التالية:
– الخطة التي تريدها بريطانيا بقرار من مجلس الامن ستكون إلزامية لكل الاطراف و خصوصا كل من هم في صنعاء و ذلك لأنها تلبي مطالبهم كما جاء في تصريحات الناطق الرسمي و رئيس المجلس السياسي، بالإضافة انها ستحتوي على ان يتم مواصلة الحوار السياسي بعد الوقف الشامل للعمليات القتالية من دون اي سقف زمني لذلك الحوار المزمع.
– قبل قرار بريطانيا الاممي ستحرص السعودية على انسحاب انصار الله و الجيش اليمني من داخل السعودية وفق اتفاق ظهران الجنوب للبدء بوقف شامل لإطلاق النار و حينها سيخسر اليمنيون اخر ورقه للضغط. و نحن نتذكر الانسحاب الذي تم بعد اتفاق ظهران الجنوب و الذي كان من دون مقابل للطرف اليمني، بينما الآن سيكون بمقابل و هو وقف شامل لإطلاق النار.
– قرار مجلس الامن من خطة بريطانيا سيكون مكمل لقرار مجلس الامن ٢٢١٦ الذي تم إقراره تحت البند السابع و التي قد تتيح استخدام القوة لفرض القرار الجديد و السابق.
– عدم تحديد وقت زمني للحوار والعملية السياسية بعد القرار الاممي المدعوم بريطانيا سيعني اننا قد نستمر لشهور بل لسنوات في حال عدم التوصل لحل.
– خلال تلك الفترة غير المحددة زمنيا ستقوم مملكة داعش الكبرى و الإمارات و امريكا باستخدام كل الوسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتثبيت الوضع الميداني على ما هو عليه الآن باستمرار سيطرتها على مناطق اليمن و خصوصا الجزر اليمنية و ممر باب المندب تحت مرأى و مسمع الجيش اليمني و اللجان الشعبية و صواريخهم.
– ستستمر السعودية و الإمارات في تنفيذ مشروعها التقسيمي الطائفي لليمن بعد فشلها عسكريا، و سيكون ذلك عبر استمرار خطوات نقل البنك المركزي لتقسيم اليمن إداريا و خطوات و حرب اقتصادية جديدة و من نوع اخر، بالإضافة لإسراع خطة الامارات في فصل الجنوب عن الشمال باستكمال إنشاء خطوط إنترنت و اتصالات في الجنوب لا تخضع لصنعاء. و الجميع يعلم ان الإمارات قد بدأت بذلك منذ اليوم الاول لاحتلال الجنوب.
– كما ستعمل دول العدوان على تقسيم الجنوب بالأقلمة و قد يتبعه خطوات مشابهه كخطوات فك الارتباط عن صنعاء ولكن هذه المرة لتفكيك الجنوب.
– ستستمر السعودية في تنفيذ مخططها التحريضي و جلب المقاتلين من سوريا و العراق وغيرها من الدول لليمن و تدمجها مع قوات ما يسمى بالشرعية لتقوية مواقعها العسكرية في كل من مأرب و الجوف و البيضاء في حال تغير الوضع في سوريا او الوصول لصفقة او تسوية.
– سيتم نقل كل أولئك المقاتلين لليمن لاستهداف مناطق انصار الله حيث ان السعودية و دول الخليج و كل الدول الأوروبية لا تريد إرجاع الارهابيين لدولهم، كما ان هناك الآلاف من اليمنيين يفترض ان يعودوا لقراهم و مناطقهم في اليمن (الجميع يعرف كيف يتم الحفاظ على الارهابيين بنقلهم من افغانستان إلى الشيشان و العراق و سوريا و ليبيا، و اليمن ستكون المكان القادم لاستقرارهم قبل نقلهم لمنطقه صراع جديدة، فهم ورقة رابحة في يد امريكا ويجب ان تبقى حية).
– ستقوم السعودية و تحالفها بإنشاء كيانات شبه مستقلة ثقافيا و سياسيا و اقتصاديا و مذهبيا في كل المناطق التي يسيطرن عليها.
– ستعمل امريكا على تثبيت تواجد التحالف عسكريا في كل الجزر اليمنية و الممرات المائية، و هذا هو الهدف الاول والأخير من العدوان على اليمن و ليست شرعية هادي التي كانت فقط هي المبرر.
– خلال فترة وقف إطلاق النار سيتم تثبيت تواجد حلفاء التحالف في الجنوب و ستكون هناك خطوات سياسية و دبلوماسية لعملية فك الارتباط من اليمن بعد استكمال فك المؤسسات السيادية كالبنك المركزي وشبكات الاتصال و الجيش و كل أجهزه الدولة بحجة انها ما يريد أبناء الجنوب و قد يصل الامر لعمل استفتاء عام من اجل تثبيت فك الارتباط.
– لن يستطيع انصار الله والجيش اليمني حينها اتخاذ اي إجراءات عسكرية للضغط و منع تنفيذ تلك المخططات في المناطق التي لا تخضع لهم، و ذلك لأن كل تلك الخطوات ليست عسكرية هجومية و خرق لقرار مجلس الامن البريطاني، فالجميع مازال يتفاوض لأجل غير مسمى.
– سيستمر جزء من الحصار تحت ذريعة تنفيذ قرار مجلس الامن ٢٢١٦ الذي مازال سارياً حتى يتم التوصل لحل سلمي هو في الحقيقة غير موجود وليس في خطط دول العدوان.
– ستقوم امريكا بعمليات قصف جوي هنا و هناك تحت اي ذريعة كما فعلت بكذبة استهداف سفنها و ذلك تطبيقا للقرار الجديد و السابق.
– ما فشلت فيه دول العدوان ستستكمله مع كل داعميها و تنفذ مخططهم التقسيمي لليمن بمسمى أقلمة عرقية وطائفية و مناطقية و بشكل غير عسكري و بطرق سياسيه إدارية انتخابية استفتائية.
– سيستمر التحريض الطائفي اعلاميا وعلى ارض الواقع لمحاربة الروافض و المجوس و داعميهم و ستزداد قوه القاعدة و داعش و كل الجماعات الإرهابية في مناطق الاحتلال، و ستقوم بتنفيذ هجمات مميتة انطلاقا من مناطق اليمن المحتلة داخل مناطق أنصار الله، و حينها لن يستطيع انصار الله الرد عسكريا او منع تلك الجماعات الارهابية من حشد قواها في المناطق الخارجة عن سيطرتهم، و ذلك لسبب بسيط، وهو ان العملية السياسية و الحوار مازال قائم لأجل غير مسمى، و أي تحرك عسكري سيكون خرق واضح لقرار مجلس الامن البريطاني كما ان القاعدة ستنفذ بعض العمليات في المناطق المحتلة و سيقول العالم حينها ان الارهاب مشكلة في كل الاراضي اليمنية و العالم و يجب محاربتها بإشراف عسكري في كل منطقة على حده دون دخول اي طرف في مناطق الأخرين.
و الجميع يعرف بأن هادي و تحالفه يتهمون صالح حليف انصار الله بالوقوف وراء القاعدة، و موقف صنعاء هو بأن التحالف يقف وراء القاعدة. و هي امام العالم ستكون اتهامات متبادلة.
– في حال قيام انصار الله و الجيش اليمني بأي خطوات عسكرية جديدة لمنع ذلك المخطط سيكون هناك تحالف دولي جديد بقيادة امريكا لفرض قرار وقف إطلاق النار من الخطة البريطانية و سيبدأون من حيث توقفوا.
………………….
لو كان وقف إطلاق النار شرط في جنيف و الكويت لتمكن انصار الله و الجيش اليمني من وقف كل تلك المخططات عسكريا حيث ان لا يوجد قرار دولي ملزم قاموا بالموافقة عليه، كما ان تواجدهم في الحدود و استمرار اطلاق الصواريخ يشكل ورقة قوة في أيديهم. و شيء طبيعي ان الحوارات تفشل في كثير من الصراعات لأنها تكون بدون التزامات و قرارات أممية كما هو عليه الوضع بعد خطه بريطانيا.
……..
يجب ان نتذكر السودان التي خاضت حرب لأكثر من عشرين سنة و لم ينفصل جنوبها المدعوم غربيا، و لكن بعد تجاوز كل تضحيات شباب السودان و مقتل عشرات الآلاف منهم، تم إصدار قرار اممي لوقف القتال و العمل على الحوار السياسي انتهى بتقسيم السودان بالاستفتاء و هاهم الان يقسمون غير المقسم، فيما تبقى من السودان، بتمرد جبال النوبة و دارفور و غيرها من المناطق.
…….
سيتم إفشال كل ذلك بالقيام بعمليات في العمق السعودي والسيطرة على بعض المدن كنجران و ظهران الجنوب و صامطة و غيرها من المواقع.
كما يجب ان لا يكون هناك اي انسحاب من الحدود السعودية لأن الطرف الاخر لم ينسحب و يجب ان يكون قرار مجلس الامن القادم خاص بوقف شامل للأعمال القتالية فقط دون اي انسحابات.
و اذا تم التوصل لاتفاق فيمكن ان نقايض جنوب السعودية بكل المناطق اليمنية و الجزر المحتلة.
يجب إلغاء كل مأتم الاتفاق عليه في ظهران الجنوب وعدم اعتماده لأي اتفاق مستقبلي لأنه امن الحدود السعودية و فصل ملفها عن ملف اليمن و اصبحت السعودية من خلاله هي وسيط سلام لا علاقة لها بالحرب. حيث سيتم تحميل هادي و حكومته و طلبهم للعدوان كل التبعات الاخلاقية والاقتصادية، و لن تكون هناك اي تعويضات إلزامية، و سيعملون صناديق إعمار ستكون كسابقاتها في لبنان و العراق و غيرها غير إلزامية بل تبرعيه.
ذلك واضح من خلال الاطلاع على كل صناديق الإعمار في اغلب الصراعات في المنطقة حيث انه لم يتم الإيفاء بأي من الوعود.
يجب ان نعرف ان اي خطة من أي دولة مشاركة في العدوان كبريطانيا لن يكون إلا من اجل إكمال خطة حليفتها الاستراتيجية في المنطقة المتمثّلة بالسعودية و دول الخليج لتنفيذ المخطط الصهيوامريكي في منطقتنا.